الارشيف / عالم الفن والمشاهير

مسار اجباري هيخليك تتفرج عليه من البداية

باسل النجار = الرياض في الجمعة 29 مارس 2024 07:06 صباحاً - انتهى المسلسل المصري “مسار إجباري”، والمؤلف من 15 حلقة، تزامنا مع منتصف رمضان، تاركا المشاهد في حالة ارتباك بين استحسان العمل وبين تساؤلاته حول الثغرات العديدة التي تخللته.

يبدأ المسلسل بمشهد سقوط شابة من عمارة قيد البناء، بما يوحي ببداية قصة بوليسية غامضة، ولغز جريمة يجب اكتشافه. وفي الحلقة الأولى كذلك التي يلعب دور البطولة فيها كل من الفنانين الشابين أحمد داش، بدور (حسين)، وعصام عمر، بدور (علي)، يكتشفان أنهما أخوان من أب واحد من زيجتين أخفى أمرهما طوال عشرين عاما.

رغم التصاعد المثير في الحلقة الأولى، واكتشاف الأخوين لوجودهما، واكتشاف الزوجتين لوجودهما، ما يعني أن هناك هدفا ما لذلك، إضافة إلى لغز الجريمة، فإنّ ذلك لم يحدث طوال 15 حلقة من العمل. إذ مع تتابع الحلقات سيطرح المشاهد تساؤلا عن مغزى وجود زوجتين وابنين من ذات الأب، طالما أن ذلك لم يكن له أي علاقة بالحبكة الرئيسة ولم يكن له أي تأثير في سير العمل؟.

كان من الممكن الاكتفاء بكون (حسين) شقيق (علي) من الزوجة ذاتها، دون اللجوء إلى قصة الزوجتين، كما كان من الممكن جعل الزوجتين الفنانة صابرين، التي لعبت دور الزوجة الأولى، والفنانة بسمة التي لعبت دور الزوجة الثانية، صديقتين، ولم يشكل هذا الأمر في النهاية أي تأثير على الحبكة.

وفي الجريمة، التي تروح ضحيتها فتاة تدعى “حبيبة”، ويُتهم الدكتور صفوت بها، ويصدر بحقه حكم الإعدام شنقا، ويدعي طوال الحلقات أنه بريء، بينما يثبت تورط والد حسين وعلي، بالجريمة، كونه يعمل في مصلحة الطب الشرعي وتلاعب بأدلة حبيبة، لتوريط الدكتور صفوت، قبل أن ينتهي الأمر كذلك بقتل والد حسين وعلي، كي لا يعترف بذنبه.

ومع تطور الأحداث، التي يتبين أنه يقف خلفها شخص المحامي “مجدي حشيش”، يلعب دوره الفنان رشيد الشامي، الذي يحرك خيوط اللعبة ويرغب في التخلص من الأخوين حسين وعلي، اللذين يسعيان للوصول إلى قاتل والدهما، وتبرئة الدكتور صفوت، تتشكل مصادفات غير منطقية، بينما تتشابك خطوط واهية، مثل مراقبة حسين وعلي، التي لا تؤدي في النهاية إلى شيء، ولا تعكس حالة ترقب منهما، إذ يتحركان بحرية طوال المسلسل، رغم علمهما بمراقبتهما.

والملاحظ كذلك أنّ حسين وعلي يتمكنان بكل يسر من الوصول إلى كاميرات مراقبة أي مبنى يريدان، وهو أمر غير منطقي، إضافة إلى قدرتهما الدخول لأي مكان والاستفسار عما يريدان دون أن يعترض على ذلك أحد.

ومن المصادفات كذلك، وجود شخص عبقري يتمكن من تحقيق كل شيء لحسين وعلي، حيث يستطيع اختراق أي جهاز لابتوب أو هاتف، كي يصلا إلى مرادهما. بينما يحاول مجدي حشيش مع سيدة الأعمال سناء، التي تلعب دورها الفنانة جوري بكري، التخلص منهما بطرق غير مقنعة، فالمحامي يقرر ترك الشابين دون مبرر، بينما يمضيان قدما في كشف ألاعيبه، في الوقت الذي تسعى فيه “سناء” للسيطرة على حسين، فقط بإقناعه بمشاركته في مشروعه “فود ترك”، ولكن دون أن يكون لها أي سلطة عليه، حيث يقرر بكل بساطة في النهاية قطع صلته بها، بينما لم تقم بأي ردة فعل مؤثرة.

وبقيت العلاقة بين الدكتور صفوت وزوجته سناء والمحامي مجدي حشيش غير واضحة تماما، إذ إن المسلسل لم يوضح مطلقا ما علاقة سناء تحديدا في شراكة المحامي بزوجها، وبماذا تورطت في النهاية.

ومع تتابع الحلقات، وخروج الدكتور صفوت من السجن بعد براءته، يتبين تورطه بالفعل، حيث يكتشف حسين وعلي من مجموعة صور تعود له أنه يملك سكينا اختفى، وهنا يتساءل المشاهد، هل من المعقول أن يقوم أحد في صوره بإبراز سكين طوال الوقت؟ ما يدلّ على استسهال في النص، وعدم بذل الجهد في العثور على حبكة أكثر إقناعا بما يخص السكين، غير أنه كان يظهر في كل الصور مع الدكتور صفوت، وبعدها يختفي السكين فجأة، والغريب أن اختفاء السكين لم يكن مقنعا كذلك، إذإأنه من غير المعقول أن يحمل شخص سكينًا في مكان عام أينما ذهب.

كما حاول صناع العمل، إقناع المشاهد أن السكين، كان هدية من الضحية حبيبة، التي كانت تحب الدكتور صفوت، وبدت هذه الهدية كذلك غير منطقية، فأي امرأة هذه ستهدي رجلا تحبه سكينا؟. وفي النهاية فإن قتل الدكتور صفوت لحبيبة بالسكين، لم يكن مقنعا بالمطلق، إذ إن السكين التي طعنت به حبيبة، ما أدى إلى سقوطها من علو، لم تكن ذا نصل عميق بما يكفي لتتسبب بسقوط شخص.

إضافة إلى ذلك، لم يتمكن الممثل رشدي الشامي من إيصال شخصية المحامي الانتهازي والوصولي للمتابع، إذ حافظ على كاريكاتير “متخشب” طوال حلقات العمل، دون أن يضيف لشخصيته مدعية الطيبة خصوصية، أو لشخصيته الشريرة.

ورغم استمرار عنصر التشويق في المسلسل، الذي لا يتجاوز 15 حلقة في الأصل، فإن آخر 4 حلقات أخذت تتجه نحو الهزل والتمطيط، والدوران في الأحداث ذاتها دون تطور، بينما كان من الممكن الاكتفاء كحد أقصى بـ12 حلقة.

ومع انتماء “مسار إجباري” لعالم الغموض والجريمة، لم يتمكن من اللعب على عنصر المفاجأة، بل استمر فقط بتصعيد أحداث لربط خيوط الجريمة وكشفها، دون أن يقدم أي مفاجأة، بل جاءت النهاية تقليدية بالقبض على الأشرار، المعروفين منذ بداية الحلقات، إلى جانب النهاية السعيدة لأبطال المسلسل، الذي سيجبرك على متابعته فقط حتى تنهي اللغز الذي بدأه.

 

Advertisements

قد تقرأ أيضا