الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

«لوياك» تتوج عقدين من جهودها في تمكين الشباب والاستجابة لتحديات العصر بشعار جديد ونظام إلكتروني عصري

  • سيف الحموري - الكويت - الاثنين 30 مايو 2022 09:10 مساءً - «لوياك» أصبحت منارة استثنائية ومؤسسة سباقة في وطننا العربي تتخذ من الفنون وبرامج التأهيل والفرص المبتكرة ملاذاً لمواجهة العنف والأزمات

عشرون عاما من الشراكات الإنسانية والخدمات الاجتماعية والإبداعات الشبابية المتميزة، واصلتها مؤسسة «لوياك» منذ نشأتها، عبر برامج وأنشطة وفعاليات ريادية استهدفت ما يقارب 178 ألف مستفيد في الكويت وخارجها، بينهم 94 ألفا في محافظات الكويت كافة و84 ألفا في الأردن ولبنان واليمن، وأكثر من 8 آلاف مستفيد في الدول الأكثر حاجة حول العالم. فالمنظمة غير الربحية التي انطلقت عام 2002 كمبادرة نسائية هادفة، استجابت لأحداث 11 سبتمبر 2001 وتداعياتها، بما شكلته من مرتكز أساسي لمواجهة العنف والإرهاب والتهديدات المحيطة بالمنطقة، نجحت عبر السنوات في إحداث تحولات نوعية في ثقافة المجتمع وسلوكه، قبل أن تتحول إلى مؤسسة راسخة ساهمت في تمكين الشباب العربي وتنمية مهاراتهم وقدراتهم وإمكانياتهم، أضف إلى تعزيز وعيهم وثقافتهم وثقتهم بأنفسهم. وتحت شعار «مكنا وتمكنا»، تثابر «لوياك» اليوم مساعيها لمجابهة مجمل الصعوبات، ومن ضمنها التحديات البيئية الراهنة، عبر طرح منظور جديد لمقاربة القضايا الملحة والداهمة، ولعل أبرزها تداعيات التغير المناخي وانعكاسه على الأمن المائي والغذائي. وفي ذكرى تأسيسها، جددت المؤسسة التزاماتها ومسؤولياتها تجاه الواقع البيئي المتدهور في الكويت، من خلال «مشروع المساحات الخضراء»، تتوج عبره مسيرة من الجهود الدؤوبة للتخفيف من حدة الأزمات والكوارث والتهديدات المحدقة بعالمنا. «لوياك» التي انطلقت كبرنامج تدريبي بعنوان «الخيارات المتاحة للشباب»، ساهمت كذلك في إرساء قيم المحبة والسلام ونشر ثقافة التسامح والانفتاح، وتحفيز شغف التطوع والعمل الإنساني في نفوس الشباب، من أجل خلق جيل ريادي يحقق التغيير الإيجابي المنشود.

غرس ثقافة التطوع وشغف المشاركة

وفي غضون عقدين من الزمن، غدت «لوياك» إحدى أكبر المؤسسات الداعمة للشباب والشابات في الوطن العربي، فقد ثابرت منذ العام 2002 على تدريب أكثر من عشرة آلاف شاب وشابة في الكويت وتأهيلهم وفق اهتماماتهم ومتطلبات سوق العمل، أضف إلى إشراك أكثر من 7 آلاف آخرين في برامجها التطوعية، فكان أن غرست في قلوبهم أهمية التكافل الاجتماعي والحاجة الملحة لمد يد العون لأفراد مجتمعاتنا، لتصبح بذلك منارة استثنائية ومؤسسة سباقة في وطننا العربي، تتخذ من الفنون وبرامج التأهيل والفرص المبتكرة ملاذا لمواجهة العنف والأزمات. «لوياك» التي شكلت علامة فارقة في مجال تحفيز الشباب العربي وتنمية إبداعاتهم وطاقاتهم، أثبتت طيلة مسيرتها إيمانها بهذه الشريحة الكبرى، لما تمثله من قيمة مضافة تساهم في بناء عالم مستدام تسوده أسس العدالة والسلام، ولما تجسده من نخب وقادة مؤثرين يمكنهم أن يلعبوا دورا حيويا في الارتقاء بمجتمعاتهم وأوطانهم.

شراكات مثمرة ونجاح بإحداث التغيير

ومن خلال انتشارها في الكويت والخارج، تمكنت «لوياك» من إرساء مفهوم التنمية الشاملة والمتكاملة للشباب، فكان أن عملت على تصميم وتطوير برامج متخصصة، مجانية ومدعومة، استهدفت الأطفال من سن الخامسة مرورا بعمر المراهقة وصولا للفئة الشبابية وتحديدا لسن الثلاثين، وذلك بالشراكة مع جمعيات محلية ومنظمات إقليمية ودولية تتشارك الرؤى والأهداف والمبادئ الإنسانية والأخلاقية ذاتها.

فنجاح «لوياك» يمثل نجاحا للمجتمع الكويتي بشكل عام، وهو نجاح لم يكن ليتحقق لو عملت المؤسسة بمعزل عن المجتمع بتنوعه وتعدد فئاته، بحيث اعتمدت أسلوب الشراكة المجتمعية الفاعلة والراسخة، سواء مع منظمات المجتمع المدني، مثل جمعية الهلال الأحمر أو دور الرعاية الاجتماعية، أو الإعلام والمؤسسات التعليمية والثقافية أو مع القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية. وقد ساهمت هذه الشراكات والإنجازات في مواجهة مجمل التحديات، بخطوات ثابتة متواصلة، جعلت من «لوياك» منبرا لصناعة التغيير وحيزا للدراسة من قبل عدد من الباحثين والأكاديميين. أضف إلى ما تتحلى به المؤسسة من تناغم بين أعضاء فريق العمل والتزام الفريق المؤسس بروحية العمل التنموي وثقافة الخدمة المجتمعية.

واليوم، ومن خلال استراتيجيتها القائمة على تعزيز المساحات الخضراء، تؤكد «لوياك» أهمية وفعالية توظيف مرتكزاتها الحيوية المتمثلة بتمكين الشباب في المجالات المجتمعية والحياتية والمهنية، وبالتالي تكريسها خدمة للبيئة والموارد الطبيعية، ما يشكل بدوره بارقة أمل لإنقاذ الواقع البيئي في الكويت وشتى أنحاء المنطقة العربية. كما تتيح هذه المقاربة الجديدة خلق فرص عمل واعدة في قطاعي البيئة والزراعة. هذا، ولم يخل حصاد العشرين عاما من مشاريع تنموية وأنشطة توعوية بيئية حرصت «لوياك» على إطلاقها وتنفيذها خلال السنوات الأخيرة، استجابة للتحديات على اختلافها وتنوعها.

هوية عصرية ونظام إلكتروني متطور

واحتفاء بعيد تأسيسها العشرين، طورت «لوياك» علامتها التجارية بما ينسجم مع اهتمامات الشباب وتطلعاتهم، بدءا من تصميم شعار جديد ذي طابع عصري، أبدع في تنفيذه المصمم الكويتي المعروف محمد شرف. وفي حديثه، قال شرف: «يسعدنا دائما العمل مع منظمات تتشابه قيمها مع قيمنا، و«لوياك» إحدى هذه المنظمات التي أنجزت الكثير لصالح مجتمعنا خلال عشرين عاما، حيث قمنا بتجديد الهوية البصرية للمؤسسة بشكل جذاب، لتتسم بالديناميكية والرصانة، وتعبر بالوقت ذاته عن قيم «لوياك» وأنشطتها». وفي السياق، أطلقت «لوياك» نظاما إلكترونيا ـ برمجيا جديدا للشباب، وهو نظام سهل مبسط يسمح للمنتسبين فتح ملف شخصي دائم قابل للتحديث بشكل دوري. كما يتيح للشباب على مدار العام، التسجيل في أي برنامج من برامج المؤسسة، بما يتناسب واهتماماتهم واحتياجاتهم.

فرص جوهرية واعدة

«لولا الفرصة التي أتيحت لي عبر برامج «لوياك» لما حققت أي نجاح على الصعيد الإعلامي»، هكذا تختزل الإعلامية أسرار الأنصاري تجربتها مع المؤسسة. وتقول: «التحقت ببرامج«لوياك»عام 2008، فكان أن اكتشفت شغفي بالصحافة والإعلام، وتمكنت من إعداد أول عمل صحافي عن الشباب، لأصبح اليوم المتحدثة الرسمية باسمهم؛ لذلك، أنصح كل شاب وشابة بالاستفادة من كل لحظة في حياتهم وبلورة شغفهم الحقيقي».

من جهته، أعرب د. ضاري الحويل الذي التحق بـ«لوياك» عام 2002 وشارك في برامج عديدة،عن سعادته بروحية التطوع التي غرستها «لوياك» في قلبه، ويشيد بما توفره المؤسسة من «فرص جوهرية للشباب من خلال التدريب الميداني ومكافأتهم، تماما كما أتاح المجال أمامهم لخدمة المجتمع من خلال فرص تطوعية عديدة وبرامج متنوعة».

Advertisements