الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية استرشاداً بـ «روح شنغهاي».. بقلم : سفير الصين لدى الكويت تشانغ جيانوي

سيف الحموري - الكويت - الأحد 18 سبتمبر 2022 10:06 مساءً - شهدت قمة سمرقند لمنظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت مؤخرا حضور أكبر عدد من القادة، وتوقيع أكثر الوثائق الختامية في تاريخ منظمة شنغهاي للتعاون.

جسدت القمة «روح شنغهاي» بشكل كامل. ويصادف هذا العام الذكرى الـ 20 لتوقيع ميثاق منظمة شنغهاي للتعاون، والذكـرى الـ 15 لتوقيع معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون على المدى الطويل للدول الأعضاء في المنظمة.

وقد لخص الرئيس الصيني شي جينبينغ التجربة الناجحة لمنظمة شنغهاي للتعاون المتمثلة في التمسك بالثقة السياسية المتبادلة، التمسك بالتعاون المتبادل المنفعة، التمسك بالتعامل بالمساواة، التمسك بالانفتاح والتسامح، التمسك بالإنصاف والعدالة، وهذا يجسد بشكل كامل جوهر «روح شنغهاي»، ويشرح سبب صمود المنظمة أمام اختبار تقلبات الأوضاع الدولية لسنوات عديدة، ومحافظتها الدائمة على حيوية قوية.

قامت القمة بتوسيع دائرة «أسرة منظمة شنغهاي للتعاون». إن منظمة شنغهاي للتعاون هي أكبر منظمة تعاون إقليمي شمولا مساحة وسكانا، وتمثل دولها الأعضاء حوالي 25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بما يجاوز من 20 تريليون دولار، وقد زادت بأكثر من 13 مرة منذ تأسيسها. قد قامت القمة بقبول أعضاء جدد، ووافقت على مصر والسعودية وقطر والكويت والبحرين والمالديف والإمارات وميانمار كشركاء جدد للحوار، مما يدل تماما على أن منظمة شنغهاي للتعاون ليست «دائرة ضيقة» مغلقة وحصرية، بل هي «أسرة ممتدة» منفتحة وشاملة.

قد جهزت القمة منصة جديدة لتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين. اعتمدت القمة أكثر من 40 وثيقة ختامية تغطي مجالات مثل الاقتصاد والمالية والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتبادلات الشعبية وبناء المؤسسات، وأصدر رؤساء الدول الأعضاء أربعة بيانات مهمة حول الحفاظ على أمن الطاقة الدولي، والحفاظ على الأمن الغذائي الدولي، ومعالجة تغير المناخ، والحفاظ على أمن واستقرار وتنويع سلاسل الإمداد. كما أعلنت الصين عن إنشاء قاعدة تدريب مهني لمكافحة الإرهاب بين الصين ومنظمة شنغهاي للتعاون، وإقامة منتدى سلاسل التصنيع والإمداد، وإنشاء مركز تعاون البيانات الضخمة بين الصين ومنظمة شنغهاي للتعاون، وتوفير 1.5 مليار يوان كمساعدات غذائية إنسانية طارئة إلى الدول النامية المحتاجة.

إن قبول الكويت كشريك الحوار لمنظمة شنغهاي للتعاون يحظى أهمية بالغة، باعتبارها أول دولة في الشرق الأوسط وقعت وثيقة تعاون لمبادرة البناء المشترك للحزام والطريق مع الصين. تتمتع الكويت بموقع جغرافي مهم وموارد طاقة وفيرة. إن تعزيز العلاقات مع منظمة شنغهاي للتعاون سيساعد في تحقيق إمكانياتها الجغرافية الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، تعمل الكويت دوما على تعزيز الحوار والتعاون وحسن الجوار في المنطقة، وإن مشاركة الكويت ودول منطقة الخليج الأخرى في منظمة شانغهاي للتعاون ستلعب دورا إيجابيا للغاية في تعزيز التفاعل الإيجابي والتنمية السلمية للمنطقة بأسرها.

ستضخ منظمة شنغهاي للتعاون المزيد من الطاقة الإيجابية في الأمن والازدهار الإقليميين. إن الصين على استعداد للعمل مع الكويت والأطراف الأخرى ذات الصلة، في إطار «روح شنغهاي» للتمسك بالتيار العصري بحزم، وتعزيز الاستقلال الاستراتيجي، وتعميق التضامن والتعاون، وبذل جهود مشتركة متواصلة لبناء مجتمع مصير المشترك للبشرية.

Advertisements