الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

التجارة الخارجية الصينية.. زخم قوي للاقتصاد العالمي.. بقلم السفير الصيني تشانغ جيانوي

سيف الحموري - الكويت - الثلاثاء 4 أكتوبر 2022 08:30 مساءً - دخلت الصين حقبة جديدة منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، فقد حققت خلال السنوات العشر الماضية إنجازات تاريخية في الإصلاح والانفتاح والتحديث، وقامت بالتبادلات الودية والتعاون الصادق مع دول العالم، بما في ذلك الكويت، وتعمل بنشاط على تعزيز بناء مجتمع لمستقبل مشترك للبشرية، وتقديم مساهمات مهمة للسلام والتنمية في العالم.
وفي هذا السياق، سينشر سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الكويت تشانغ جيانوي سلسلة من المقالات تحت «الصين: عقد من التطورات» ليعرف الأصدقاء الكويتيون تجارب الصين في التنمية والتبادل الخارجي والتعاون الدولي وغيرها من مختلف المجالات، وذلك من أجل تعميق فهم الجميع للصين في العصر الجديد.

منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، تعمل الصين بشكل أسرع لبناء نظام اقتصادي جديد منفتح، وحققت إنجازات تاريخية في التجارة الخارجية. وعلى مر السنين، شهدت التجارة الخارجية للصين نموا مطردا في الحجم وتحسنا مستمرا في الهيكل، مما خلق زخما قويا للنمو الاقتصادي العالمي.

في العقد الماضي، سجل حجم تجارة السلع للصين رقما قياسيا، حيث تجاوز إجمالي حجم تجارة السلع عتبة الـ 4 تريليونات دولار، و5 تريليونات دولار، ثم 6 تريليونات دولار، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 39.1 تريليون يوان (نحو 6.05 تريليونات دولار) في عام 2021. ارتفعت حصة الصين من السوق الدولية من 10.4% في عام 2012 إلى 13.5% في عام 2021، بما يعزز مكانة الصين كأكبر دولة في العالم من حيث تجارة السلع. وعلى الرغم من حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي الحالي، نجحت الصين في مقاومة الضغط الهبوطي وإعادة الاقتصاد إلى مسار الاستقرار والانتعاش، مما يدل على المرونة القوية والإمكانات الكبيرة للاقتصاد الصيني. في النصف الأول من عام 2022، بلغ إجمالي تجارة الواردات والصادرات من السلع 19.8 تريليون يوان بزيادة نسبة 9.4% على أساس سنوي، ما يقارب الحجم الإجمالي في عام 2010. وبعد 10 سنوات، شهدت التجارة الخارجية للصين تطورا عالي الجودة، بحيث يتحسن الحجم والنوعية والهيكل، والخصائص كالتالي:

أولا، قامت الصين بتحسين تكوين منتجات التصدير. في عام 2021، بلغت قيمة إجمالي صادرات الصين 21.73 تريليون يوان، ويمثل حجم التجارة في الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والدوائر المتكاملة وغيرها من الآلات والمنتجات الإلكترونية ما يقرب من 60% من إجمالي القيمة. تحولت صادرات الصين الأولية من المنتجات كثيفة العمالة إلى المنتجات الأكثر تقدما من ناحية التقنية، وهذا يدل على أن الصناعة التحويلية في الصين قد تحولت تدريجيا من النظام التقليدي لـ «صنع في الصين» إلى «التصنيع الذكي في الصين».

ثانيا، قامت الصين بتوسيع وارداتها باستمرار. أصبحت الصين ثاني أكبر مستورد في العالم، وذلك مع استمرار نمو استيراد التكنولوجيا والمعدات المتقدمة، وقطع الغيار الرئيسية، والسلع الاستهلاكية عالية الجودة. أقيم معرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE) بنجاح لمدة أربع سنوات متتالية، وأصبح منصة رئيسية في مجال المشتريات الدولية، وتشجيع الاستثمار، والتبادلات الثقافية والتعاون المفتوح.

ثالثا، نوعت الصين شراكتها التجارية. تعمل الصين بنشاط على توسيع التعاون مع الآسيان وأفريقيا وأميركا اللاتينية والأسواق الناشئة الأخرى، فلقد زادت حصتها في إجمالي حجم التجارة مع هذه البلدان من 22.2% في عام 2012 إلى 26.2% في عام 2021. كانت الآسيان الشريك التجاري الأكبر للصين على التوالي خلال العامين الماضيين، وعلى وجه الخصوص، تستمر التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول «الحزام والطريق» في التوسع، حيث ارتفعت حصتها في إجمالي حجم التجارة الصينية من 25% في عام 2013 إلى 29.7% في عام 2021.

رابعا، نما عدد شركات التجارة الخارجية بشكل سريع، مما أطلق المزيد من الديناميكية في كيانات السوق. في عام 2021، بلغ عدد الشركات العاملة في التجارة الخارجية 567 ألف شركة، منها 476 ألف شركة خاصة و82 ألف شركة باستثمارات أجنبية. ومن حيث حجم التجارة الخارجية، أصبحت الشركات الخاصة أهم المساهمين في التجارة الخارجية للصين منذ عام 2019، وبلغت حصتها في حجم التجارة الخارجية 48.6% في عام 2021.

خامسا، واصلت الصين تنشيط قوة دافعة جديدة لتنمية التجارة الخارجية وتسريع الجهود لخلق مزايا جديدة في المنافسة. لقد لعبت منصات الانفتاح الرئيسية دورا مهما. ففي عام 2021، نمت واردات وصادرات مناطق الإيداع الشاملة ومناطق التجارة الحرة التجريبية وميناء هاينان للتجارة الحرة بنسبة 23.8% و26.4% و57.7% على التوالي. ومن حيث الأشكال والنماذج التجارية الجديدة، توسع نطاق التجارة الإلكترونية عبر الحدود وتجارة مشتريات السوق بسرعة. في عام 2021، بلغ حجم تجارة الصين من خلال التجارة الإلكترونية عبر الحدود 1.92 تريليون يوان، بزيادة قدرها 18.6%، وارتفع حجم الصادرات عبر تجارة مشتريات السوق بنسبة 32.1%، مما يدل على اتجاه النمو السريع.

وفي سبيل المضي قدما، ستواصل الصين تحسين جودة وكفاءة تجارتها الخارجية. ستدعم الصين تصدير المنتجات ذات العلامات التجارية الممتازة، وتزيد من استيراد منتجات الطاقة والموارد والمنتجات الزراعية عالية الجودة، وإنشاء مناطق ابتكارية جديدة لتعزيز تجارة الاستيراد. كما ستعمل الصين بقوة على تطوير التجارة الرقمية، وستظل ملتزمة بدعم النظام التجاري متعدد الأطراف، وبناء اقتصاد عالمي مفتوح. من خلال افتتاح المزيد من قطاعات الاقتصاد بطريقة أكثر شمولا، فإنه من المتوقع أن تنشئ الصين نموذجا جديدا للتجارة الخارجية متعددة الأبعاد والمستويات، مما يساهم في ضخ المزيد من الحيوية والزخم في السوق العالمية.

Advertisements